جوردان هندرسون ينتقل إلى برينتفورد

 

جوردان هندرسون إلى برينتفورد: عودة هادئة إلى البريميرليغ بعد رحلة مضطربة

في عالم كرة القدم، لا شيء يبقى على حاله. أحيانًا تكون القرارات مدروسة بدقة، وأحيانًا تأتي بدافع العاطفة أو الظروف. وبين هذين النقيضين، وجد جوردان هندرسون نفسه يتنقل من المجد الأوروبي في ليفربول، إلى تجربة غير مستقرة في الشرق الأوسط، ثم إلى محطة انتقالية في أمستردام، وأخيرًا، يحط رحاله في برينتفورد، أحد الأندية الصاعدة بقوة في البريميرليغ.

من سندرلاند إلى القمة مع ليفربول

للتذكير فقط، بدأ هندرسون مسيرته الاحترافية مع سندرلاند، قبل أن يخطف أنظار كشافي ليفربول وينتقل إلى "أنفيلد" عام 2011. لم تكن بدايته هناك سهلة؛ فقد تعرض لانتقادات لاذعة وشكك البعض في قدرته على تعويض القائد الأسطوري ستيفن جيرارد. لكن بالصبر والعمل الجاد، فرض هندرسون نفسه، وأصبح أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة يورغن كلوب.
وخلال سنواته الذهبية في ليفربول، رفع كأس دوري أبطال أوروبا 2019، ثم كأس الدوري الإنجليزي الممتاز 2020، إلى جانب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. لم يكن مجرد لاعب وسط، بل قائدًا حقيقيًا، يُحتذى به داخل الملعب وخارجه، وتميّز بروح قتالية وأخلاق رفيعة جعلت منه محبوبًا من جماهير النادي وحتى من خصومه.

الرحيل إلى السعودية: قرار مثير للجدل

في صيف 2023، قرر هندرسون مغادرة ليفربول بشكل مفاجئ، وانتقل إلى نادي الاتفاق السعودي، تحت قيادة زميله السابق ستيفن جيرارد. القرار فُهم وقتها على أنه مدفوع ماليًا، خاصة بعد أن تجاوز سن الـ33، وبدأ كثيرون يعتقدون أن هذا هو الفصل الأخير في مسيرته الكروية.
لكن الأمور لم تسر كما خُطط لها. فبعد بضعة أشهر فقط، ظهرت علامات عدم الارتياح. لم يتأقلم اللاعب مع الأجواء في السعودية، سواء على المستوى الفني أو الثقافي، بل وواجه ضغوطًا جماهيرية بسبب مواقفه السابقة الداعمة لحقوق الإنسان والمثليين، ما جعله في موقف حرج داخل وخارج الملعب. ومع نهاية النصف الأول من الموسم، أعلن النادي فسخ التعاقد بالتراضي.

محطة عابرة في أياكس

عاد هندرسون إلى أوروبا عبر بوابة نادي أياكس أمستردام الهولندي في يناير 2024، بعقد يمتد حتى صيف 2025. ورغم البداية الواعدة، لم تكن التجربة طويلة أو مؤثرة بما يكفي. لم ينسجم هندرسون تمامًا مع أسلوب اللعب في الدوري الهولندي، ووجد صعوبة في استعادة مستواه البدني، خاصة بعد فترة توقف طويلة.
مع نهاية الموسم، بدا واضحًا أن اللاعب يبحث عن تحدٍ جديد، وتحديدًا في إنجلترا، حيث يعرف الأجواء، ويشعر بالراحة، ويملك الرغبة في إثبات أنه لا يزال قادرًا على العطاء.

برينتفورد: فرصة أخيرة أم بداية جديدة؟

في يوليو 2025، أعلن نادي برينتفورد عن تعاقده مع جوردان هندرسون في صفقة مجانية، بعقد قصير الأمد مع خيار التمديد لموسم إضافي. وقد رحّب المدرب توماس فرانك بالصفقة، معتبرًا أن خبرة هندرسون ستكون عاملًا محوريًا في غرفة الملابس، وفي توجيه اللاعبين الشباب داخل الفريق.
من الناحية التكتيكية، يتوقع أن يلعب هندرسون دورًا مزدوجًا: كقائد داخل الملعب، ولاعب ارتكاز يمنح الفريق توازنًا دفاعيًا وهجوميًا، وأيضًا كمُوجه للجيل الجديد من لاعبي برينتفورد، الذين يفتقرون إلى الخبرة في لحظات الحسم.

ردود الأفعال: بين الدعم والشك

ردود الفعل على انتقال هندرسون جاءت متباينة. البعض يرى أن الخطوة منطقية، بل وضرورية، لكلا الطرفين؛ فبرينتفورد بحاجة إلى عقلية قيادية، وهندرسون بحاجة إلى بيئة مستقرة ليُنهي مسيرته فيها. بينما يرى آخرون أن الصفقة "رمزية"، وأن مستوى اللاعب لم يعد يسمح له بالتأثير في البريميرليغ، الذي بات أكثر سرعة وقوة بدنية.
لكن التاريخ يُعلّمنا أن هندرسون لا يستسلم بسهولة. فقد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه قادر على تحويل الشكوك إلى إشادة، والصعوبات إلى فرص.

📄 تفاصيل العقد مع برينتفورد

• المدة: عقد لمدة سنتين، يبدأ من صيف 2025 وينتهي في صيف 2027 
• 
  الانتقال: انتقل كوكيل حر بعد فسخ عقده مع أياكس قبل عام من نهايته الرسمية (كان ينتهي في صيف 2026) 
• 
  
• الراتب والملحقات: لم تكشف الصحف عن تفاصيل دقيقة بشأن الراتب السنوي أو حصص المكافآت؛ لكن المصادر المهنية تؤكد أن العقد ضمن نطاق اللاعبين ذوي الخبرة في البريميرليغ، مع مخصصات قد تشمل المكافآت الأداءية والمشاركات الدولية .
  
  
• خيارات التمديد: يحتوي العقد على خيار للتمديد لموسم إضافي (لم يُكشف عن تفاصيل دقيقة إن كان مشروطًا بأداء اللاعب أو تلقائيًا)